"لجنة حماية الصحفيين": الغارات الإسرائيلية على اليمن قتلت عشرات الإعلاميين
"لجنة حماية الصحفيين": الغارات الإسرائيلية على اليمن قتلت عشرات الإعلاميين
قالت لجنة حماية الصحفيين، وهي منظمة أمريكية غير ربحية، في بيان لها السبت، إن الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت اليمن في العاشر من سبتمبر الجاري مثلت ثاني أكثر هجوم دموي على الصحافة في العالم، بعدما أودت بحياة العشرات من العاملين في مجال الإعلام.
الجيش الإسرائيلي أعلن أن الضربات الجوية استهدفت ما وصفه بـ"أهداف عسكرية" مرتبطة بالحوثيين المدعومين من إيران في مناطق صنعاء والجوف، ومن بين الأهداف التي حددها، "قسم العلاقات العامة الحوثي"، المسؤول عن توزيع رسائل دعائية عبر وسائل الإعلام وفق وكالة الأنباء الألمانية.
ضحايا في صفوف الإعلاميين
وزارة الصحة التي يسيطر عليها الحوثيون ذكرت أن 35 شخصا قتلوا في الغارات، وأوضحت لجنة حماية الصحفيين أن 30 من القتلى كانوا يعملون في صحيفة 26 سبتمبر، وهي الصحيفة الرسمية للجيش اليمني الخاضعة حاليا لسيطرة الحوثيين، إضافة إلى صحيفة اليمن.
النقابة العامة للصحفيين اليمنيين أكدت أن العديد من المدنيين من الصحفيين والعاملين في الإعلام كانوا بين الضحايا، رغم أن صحيفة 26 سبتمبر تخضع للحوثيين، وأشارت النقابة إلى أن استهداف المؤسسات الإعلامية يضاعف المخاطر على الصحفيين الذين لا ينتمون لأي تشكيلات عسكرية.
رئيس تحرير صحيفة 26 سبتمبر، ناصر الخضري، وصف ما حدث بأنه "مذبحة غير مسبوقة للصحفيين"، وأوضح أن الضربات استهدفت غرفة الأخبار مباشرة في حين كان الموظفون في المراحل النهائية من تجهيز العدد الأسبوعي للصحيفة.
سجل دموي ضد الإعلام
وأشارت لجنة حماية الصحفيين إلى أن ما جرى في اليمن يعد ثاني أكبر هجوم منفرد دموي ضد الصحافة تسجله المنظمة في تاريخها، وذكّرت بالمذبحة التي وقعت في إقليم ماجوينداناو بالفلبين عام 2009، حين قُتل 58 شخصا بينهم 32 صحفيا وعاملا في الإعلام، في كمين استهدف قافلة انتخابية.
تأسست لجنة حماية الصحفيين عام 1981 في نيويورك، وتعمل على رصد الانتهاكات المرتكبة ضد الإعلاميين والدفاع عن حرية الصحافة حول العالم. وتصدر المنظمة تقارير دورية ترصد الاعتداءات على الصحفيين وتوثق حوادث القتل والاستهداف.
ويشكل الهجوم الأخير في اليمن جرس إنذار إضافي على خطورة الأوضاع التي يعمل في ظلها الصحفيون، خاصة في مناطق النزاع المسلح، حيث يتحول الإعلاميون في كثير من الأحيان إلى أهداف مباشرة رغم الطبيعة المدنية لمهامهم.